الســـــــــور و المســــــــــاميــــــــــر

سم الله الرحمن الحيم

قصه رائعه اعجبتني وحبيت انقللكم اياها


قصتى اليوم عن الغضب واثارة على الانسان .


كان هناك اي رجل لديه ولد طيب القلب ولكنه سريع الغضب . حاول الاب عدة مرات ان يوضح لابنه

اننا يجب الا نغضب للامور الهينه والتى لا تستحق الانفعال الشديد ، وان ذلك سوف يؤثر على حياته

وعلاقاته بالناس من حوله . وانه اذا كانت لديه القدرة على التحكم فى مشاعرة الغاضبه تلك ، فأن له اجرا

عظيما من الله عز وجل .


ولكن هذا الولد لم يستطع ان يلتزم بنصائح ابيه وكان يحضر اليه كل يوم من مدرسته ويحكى له عما حدث له

من مشاحنات ومشاجرات بينه وبين زملائه والتى هى نتيجه للغضب المستمر والغير مبرر من جانب الولد .

وكان الاب يحاول نصح ابنه وتوضيح ما اخطأ فيه ويحذرة من النتائج السيئه التى ستحدث له اذا لم يتوقف عن

غضبه و ردود افعاله السريعه بدون تفكير او تقدير لما يدور حوله .

ولكن الاب فكر فى طريقه يساعد بها ابنه على التحكم فى غضبه ذلك . وعندما عاد الابن من مدرسته

وبدأ فى التحدث عما حدث له فى المدرسه من مشاحنات ومصادمات بينه وبين زملائه ، اخبرة الاب قائلا :

_ يا بنى كم شخصا تخاصمت معه اليوم ؟ فقال الولد :

_ كثير ..... لا ادرى كم العدد فقال الاب :


اذهب الى ذلك السور الذى يحيط بمزلنا وخذ معك هذة المسامير وهذا الجاكوش و كلما تذكرت شخصا قد


تخاصمت معه فقم بدق مسمارا فى السور .

ذهب الولد وفعل كما اخبرة ابوة وظل يدق فى المسامير وظل يتذكر ويدق المسامير فى السور .

وفعل نفس الشئ فى اليوم التالى وهكذا .

ثم قال له الاب :

_ لقد تخاصمت مع الكثيرين ولقد جاء الوقت الذى يجب ان تجعلهم يسامحوك على غضبك وتشاجرك معهم .

فنظر الابن الى العدد الكبير من المسامير التى قام بدقها فى السور وقال :

_ اجل يا ابى ... لاننى اذا استمريت على ذلك فلن اجد من يكلمنى او يلعب معى .

فقال له ابيه

_ فى كل يوم حاول ان تعتذر لشخصا من اللذين اغضبتهم وعندما تعود للبيت انزع مسمارا من السور.

فعل الابن كما قال الاب وكان يصالح الناس ويعتذر لاصحابه ويحاول الا ينفلت اعصابه لاى سبب . وعندما يعود للمنزل

كان يقوم بنزع مسامير بعدد من صالحهم وبعدد من اعتذر لهم . واكتسب صفات جديدة فبدأ يفكر فى كل شئ

قبل ان ينفعل ويزن اقواله وويقيم ما يمر به من مواقف .

وظل ينزع المسامير من السور حتى لم يبق به شئ . فذهب فرحا لابيه ليخبرة انه لم يعد سريع الغضب

وانه لديه الان اصدقاء والكثير من الناس يحبونه . فقال له الاب :

_ يا بنى .. عندما كنت تغضب بسرعه كنت تقول كلمات كثيرة لمن تتحدث معهم وكنت تجرحهم بتصرفاتك

وكانوا يصبرون عليك مثل هذا السور عندما دققت به المسامير ، وعندما ذهبت لتعتذر لهم وتصالحهم

كنت تقول لهم كلمات جميله ترضى بها قلوبهم التى جرحتها مثلما تنزع المسامير من السور

ولكن يا بنى انظر لهذا السور بعد ان نزعت منه المسامير .... لقد ظل مكان كل مسمار اثر غائر فيه

ومن الصعب محوة لان الكلمه اثرها باق فلا تقل كلمه تترك جرحا فى غيرك ولا تستطيع فيما بعد

محوها وتصبح سورا حاجزا بينك وبين من حولك